حصرى .. درس مجانى فى الفيس بوك

مرسلة بواسطة حسام حسان في 11:07 م 0 التعليقات

هتلاقى بقى فى المجتمع اللذيذ ده، أول ملاحظة هى، إنه جمع كل الأشكال والألوان على بعض، يعنى زمان كان موقع هاى فايف و غيره بيجذب طبقة معينة، لكن موقع الفيس بوك (اسم الله عليه) لامم من كل طبقات وميول واتجاهات الشعب.. ودى الحقيقة اللى اكتشفتها من ساعة ماعرفت إن عم حمادة بتاع الفول عمل صفحة على الفيس بوك..

هتلاقى بقى نوعية من البروفايلات اللى بتبدأ بالألف واللام .. زى (ال)محاضر تنمية تنموى، و(ال)فنانة مش هتقدر تغمض عنيك، و(ال)مغنية سد ودانك واستخدم سنانك، و(ال)محامى سيب القضية وبلاش أزية، والمحاسب ... وهكذا بقى هتلاقى كل واحد معرف نفسه فى الأول، وتدخل تلاقى السى فى بالكامل فى البروفايل، وعمل ايه واكل وشرب ايه من ساعة ما اتولد لحد دلوقتى..

الغريب إن لما بتدور على الناس دى فى الحقيقة.. بتكتشف تقريباً إنهم بيمثلوا ويغنوا ويحاضروا فى أكوان تانية ..

كمان الفيس بوك بالمناسبة شجع أكتر الموبايلات اللى بكاميرا.. والتصوير.. يعنى زمان لما كان البنت أو الولد يتصوروا آخرهم يتشافوا من صحابهم .. النهاردة هيتشافوا من صحابهم .. وصحاب صحابهم .. و ولاد صحابهم

تبقى ماشى منسجم جمب النيل، وفى الجو الرومانسى ده ، تلاقى واحد كان ماشى فى هدوء مع صحابه ، قام متشعلق فى صور الكورنيش و "يلا بقى يا جماعة صورة كده للفييييييييييييس بوووك"

أما رشا بقى اللى عندها خمسة وتلاتين الف صورة ليها على الفيس بوك.. مبتفوتش فرصة ولا مكان إلا بصورة جديدة.. وحصررررررررررى على الفيس بوك..

اول ماتوصل الكلية و تشوف صحابها .. "شوفتوا يابنات النضارة الجديدة .. يلا بقى صورة للفيس بوك".. وطول ما انتا ماشى فى الشارع ناس عمالة تصور فى نفسها عشان الفيس بوك

نيجى بقى للجروبات .. أو المجموعات .. كما يسميها الأخوة الاشقاء..

هتلاقى اولاً النوعية الشهيرة من الجروبات اللى بتبدأ ب(خلينا).. يعنى خلينا نشوف وأخواتها .. وبيبقى الهدف من الجروب ده فى اغلب الاحيان احصائى .. يعنى لو انا عاوز اعرف كم واحد بيدخل على الفيس بوك 15 ساعة فى اليوم .. هعمل جروب اسمه خلينا نشوف كم واحد بيدخل الفيس بوك 15 ساعة فى اليوم .. واللى بيدخلوا 15 ساعة هينضموا .. وكده يعنى

خلينا نجمع برضه ..هى نفس الفكرة .. ومن أمثلتها (خلونا نجمع أكبر عدد من الناس اللى بيناموا الصبح) .. وبرضه الهدف احصائى..

أهم حاجة فى الموضوع ده لو عاوز تجمع أكبر عدد من الناس توسع القاعدة الاحصائية .. يعنى تفضل تجمع تجمع .. لحد ما تقول يلا بينا طيب نجمع كل الولاد والبنات والأطفال والجدود والأبهات والأمهات و ... اللى على الفيس بوك (محدش يعملها .. الفكرة حصرية)..

ندخل بقى على جروبات التحدى والإثارة والتشويق .. واللى لازم تبدأ بكلمة تحدانى.. ويليها ذكر المنافس .. ثم وجه التحدى .. ولا تنسى تشتم اللى تحداك .. لإضفاء جو من الإثارة والتشويق فى الجروب

ومن أمثلتها عشان تفهم الجزء ده .. هقول إن تحدانى واحد ... تيييييييت ابن تيييييت إنى أقدر أجمع مليون ... فى هذا الجروب (النقط مكان الكلمات منعاً للتعصب)

الحمدلله قلت نسبة هذه الجروبات عن السابق .. نظراً لنظرية أبلة نظيرة .. عندما نصحت مالكى الجروبات دى.. (العبوا مع بعض ومتتخانقوش)..

بعدين ييجى الدور على جروبات التعاون .. بشرط تكتب فى الأول كلمة معاً .. ثم الهدف فى إيجاز ودقة ووضوح .. وغالباً بيبقى الهدف تقطيع على واحد وغلق صفحته..

خد عندك المثال ده ..

معاً من أجل إغلاق صفحة ال تييييييت اللى بيشتم فى ماما نجوى .. وطبعاً حاول تنشرها قدر المستطاع عشان تاخد الثواب..

بس احياناً بيكون الهدف حل مشكلة .. يعنى لما وقعت الحادثة الشهيرة بتاعة ان الفيس بوك ناوى يلم الأجرة من الأعضاء اللى بيشتركوا فى الموقع .. تكاتف الأعضاء وقالوا معاً من أجل الضغط على الفيس بوك عشان يفضل مجانى .. وأتذكر حينها دموع مديرى التسويق فى مركز الفيس بوك بنيو يورك .. واللى تحت وطأة الضغط .. و انكسار وحب الأعضاء وإدمانهم للفيس بوك المجانى .. قالوا الخبر اللى فرح كل عضو فى مصر والعالم .. الفيس بوك مجااااااااااااااااانى

وتلك الكلمة الشهيرة اللتى قالها زكربيرج عندما اجتمع بجميع أعضاء مجلس الإدارة .. وقال فى حزن بالغ .. (الجروب ده كان أشبه بالصدمة .. فعلاً كان كابوس .. او هو الواقع اللى نبهنى من احلامنا الطماعة .. اتذكر يوم أن ..)

وبعد ما سمع كذا أوف وأحس بضجر المستمعين من كونه لسه هيتذكر ويتذكر .. راح قايم ورمى الورق من على الطاولة فى وش الأعضاء و قال "لن أبيع مبادأى من أجل حفنة من المليارات .. أنا هكتفى بالمليون مليار اللى معايا .. الفلوس مش كل حاجة يا بهواااااات"

ودى كانت اللحظة العظيمة اللى اثبت فيها الجروب المعناوى ده تأثيره على الفيس بوك .. ورجعت المية لمجاريها .. بس المشكلة ان اصحاب الجروب دلوقتى قاعدين بينشّوا ..

وإلى لقاء فى درس جديد .. من دروس الفيس بوك


تسمحلى بالخاطرة دى يا سيد؟؟

بما إننا فى زمن الفيس بوك .. والناس بقت بتنام وتصحى بسرعة عشان تشوف إيه اللى حصل على الفيس بوك .. وتشعر كإن الفيس بوك هو الشاى بالبسكوت (كناية عن الفطار يعنى).. وكما قال الشاعر المخضرم (لو لم امتلك بروفايل على الفيس بوك .. لوددت أن امتلك .. ) وهكذا .. انا هيبقى كلامى اليومين دول عن الفيس بوك ..

أولاً أنا حبيت أفضفض عما يجول فى خلدى (بتتكتب كده).. من اللى بشوفه وهشوفه فى هذا الموقع الملئ بالمفاجآت والصدمات ..

أولاً (عارف إن كان في أولاً قبل كده).. حابب أتذكر اليوم اللى كنت ماشى فيه مع مؤمن واحنا مروحين من الكلية .. عندما قطب جبينه ... ونظر بعمق فى الفراغ .. وقال متحدياً .. إنه ممكن يبقى الوحيد فى العالم اللى ملوش صفحة على الفيس بوك .. وإن لو الدنيا كلها بقت فيس بوك هو مش هيبقى فيس بوك .. وشاركته أنا خواطره العظيمة تلك بأنى لن انضم إلى هذا المجتمع التيييييييت ..

لا أعلم الآن أين وصل مؤمن بمبادئه .. وإن كنت أعلم انى ترنحت تحت وطأة تأثير الضغوط الفيس بوكية العنيفة .. وعملت صفحة ليا على الفيس بوك .. وأشهد الله أنى جاهدت نفسى وقفلت صفحتى أكتر من مرة .. لكن الراجل اللى اسمه (زكربيرج) مخترع الفيس بوك ده دماغه الحقيقة طلعت متكلفة..

لما بتقفل صفحتك على الفيس بوك هيسألك عن الأسباب اللى خلتك تاخد القرار المآساوى ده .. وبعد شرحك لأسبابك العظيمة دى... هيُظهر الفيس بوك تفهمه الكامل والمطلق لرغبتك فى الابتعاد عن العالم الفيس بوكى .. وهيقفلك الصفحة زى ما سيادتك طلبت .. لكن هيعمل معاك حركة ميعملهاش ابن الذين شوشو (الشيطان يعنى)

هسيبلك الصفحة ساين آوت (مش مسجل يعنى).. ويستنى سيادتك لما تفتح تانى صفحة الفيس بوك .. والحقيقة مش هيبقى فى سبب مقنع يخليك تفتح الموقع ده تانى غير البكاء على الاطلال زى الشعراء القدامى ... أو إنك بتلكك بأى حاجة (قال إيه يعنى مثلا عاوز تشوف الموقع ده قفل ولا لأ .. أى كلام ..أى كلام)

فتحت صفحة الموقع.. فتلاقى إن بينك وبين العالم الفيس بوكى كتابة الميل والباسورد وضغطة زرار .. وحضرتك هتفضل تتفرج على الصفحة وهى فاضية لمدة خمس دقايق كده ..

وفى اثناء نظرتك المتأملة المتعمقة ... هتلاقى جانب الخير فى قلبك لابس أبيض فى أبيض كعادته .. و الدورية اللى بتطلع فى الكارتونات دى على راسه (على إنه ملاك يعنى).. بيقولك إوعى يا اسمك إيه .. أوعى ترجع تانى للعالم ده .. ركز يابنى فى حياتك ومستقبلك .. ومتضيعش وقتك .. وكلام مفيد كده من اللى مبنحبش نسمعه..

أما الجانب الشرير .. كعادته لابس أحمر فى أحمر .. وماسك الشوكة النارية (قال يعنى شيطان) وبيقولك .. ياعم فيها ايه .. كل الناس عندها صفحة على الفيس بوك .. يعنى انتا هتشرب فى الصفحة دى خمرة يعنى؟؟ .. ادخل ياعم و ورق شوية من جو الاحتباس الاجتهادى اللى انتا عامله فى نفسك ده .. وبعدين ده هما خمس دقايق فى اليوم هتشوف فيهم البروفايل حصل فيه ايه .. وتشوف الرسايل والنوتيفيكشنز .. والجروبات الجديدة والصفحات اللى ملهاش لازمة على حبة ابلكيشنز فى اللذيذ (بقى كل ده فى خمس دقايق يا بن ال .. تييييييييت)..

المهم يعنى .. كالعادة .. الجانب الاحمر بيتفوق على الجانب الابيض .. وبتكتب اميلك القديم والباسورد اللى حاولت تنساها .. بس مخك مش عاوز يناساها (آه لو مخى يفتكر الحاجات المفيدة زى الباسورد).. وفى ظل رعشة التوتر و الانكسار .. تفتح الصفحة .. ويبصلك الفيس بوك بنظرة ساخرة مقيته .. انه انتصر عليك .. ويقولك .. ويلككككككككككككككككم يا اسمك ايه

طبعاً ساعتها بتحس بتأنيب ضمير .. وممكن تاخدك النخوة والعهود اللى اخدتها على نفسك عشان تقفل الاكونت تانى .. بس استنى كده .. الحق .. الحق .. البت سعاد اللى كانت معايا فى تالتة رابع .. اتجوزت .. لا وكمان مسيحه لنفسها وحاطة صور الفرح .. طب لما اتفرج كده واشوف شكله ايه الانتيكة جوزها ده..

ايه ده كمان ..

الواد أيمن اللى كان بيسقط فى الكلية أكتر ما بيشوف أبوه .. اشتغل فى شركة فورا فور .. عيش أتعس ما فى اللحظة .. ياااااااه دنيا

وايه ده كمان جروب عن ازاى تركب تاكسى وتروح اى مكان بيه من غير ما تدفع ولا قرش ؟؟ .. اه ولله .. مفيد فعلاً .. لما اشوف ازاى..

وتفضل بقى تتنقل ما بين الصفحات والجروبات والبروفايلات .. وتنسى مرارة الهزيمة والانكسار .. وبعدين واحدة واحدة تغير تفكيرك المتحجر ده .. الغير متحضر ولا يواكب عصر العولمة .. وتقول ..

لا لا فعلا الفيس بوك ده موقع مفيد جداً ... وفيه حاجات حلوة .. وبعدين يا أخى ده أنا بستخدمه عشان الشغل والدراسة .. ومن الشغل للدراسة ومن الدراسة للشغل .. وكفاية كمان انى بشوفكوا واتكلم معاكو .. مش كده ولا ايه؟؟؟؟؟


بداية المغامرة

مرسلة بواسطة حسام حسان في 1:31 م 0 التعليقات

ماذا تعنى لك البداية .. وماذا تعنى لك النهاية؟؟؟

هل تعنى البداية حلم .. والنهاية كابوس

اذا كنت تعلم هذا الأمر فلما ترهق نفسك فى البداية ..سأخبرك لماذا

أترى ريشة تذهب فى عكس التيار.. فيذهب ظنها أنها تطير.. هذه هى البداية .. ترى الريشة نهايتها فى الجحيم .. وتريد أن تتلذذ بالبداية .. ترى نفسها تحترق فى النهاية .. وتريد أن تتلذذ بالبداية .. ترى أن البداية حلم .. وتعرف أن النهاية كابوس

ماذا تعنى البداية .. هل ما يفصل البداية عن النهاية الزمن ام المسافة ..

انها الزمن .. فأنا ابدأ رحلتى و ربما أنهيها فى نفس المكان .. ويفصل بينها الزمن .. أم إنها المسافة .. عندما تقطع دموع حسراتنا المسافة بين العيون وأرض الحزن.

هل لى أن اعرف النهاية قبل البداية .. هذا بالفعل ما أعرفه أنا .. أعرف النهاية قبل البداية .. لا يبدو الأمر مشوقاً.. ولا هو كذلك..

هل تكون البدايات حزينة أم سعيدة .. إذا كانت حزينة .. هل تصلح أن تكون بداية .. وهل يجب أن نعطيها هذا الحق؟؟

أم يجب علينا أن نلقى بهذه البداية إلى الجحيم .. ونبدأ بداية سعيدة .. ولكن ماذا تعنى كلمة سعيدة؟؟

فى رأيى أن نجعلها بداية متحجرة .. فارغة من أى مشاعر.. بداية حجرية إن صح التعبير .. بداية تجعلك تشعر وكأنك فى غيبوبة .. تشعر وكأنك أصبحت الوحيد فى هذا الكون .. أصبح من حولك وما حولك مجرد نقاط ربما يشكلون صورة لها معنى .. عند النهاية .. أما الآن .. فالبداية وفقط .. فقط البداية.

سأسترجع مقومات الرحلة...

إذا لم أعلم من أين أنا .. فلن أعلم أين سأنتهى ..وإن كنت لا أعلم من أنا فإنى لا أعلم لماذا أنا .. و بالتالى .. لماذا لا أنا ... وستدور الشكوك و المخاوف كثعابين تلتف حول رقبتى .. تستمتع باعتصار الألم والحسرة بداخلى .. حياتى كابوس بلا نهاية .. حياتى ألم وحسرات ..

إذا فلأعلم من أنا .. ويبدو أن طريقى طريق نور .. ويزداد النور .. كلما أصبحت جزء لا يتجزء منه .. فيكون نصيبى أكبر من نور إضافى .. نور يضيئ طريقى .. ويضعنى فى حصن حصين ضد الأعادى من الآلام والحسرات .. يا الله أعطنى نوراً..

الصبر .. هذا المفتاح الذى يفتح كل الأبواب .. هذا الحارس الرائع القوى .. الذى يقف بمهابة وشموخ .. يقف بلا تردد أو خنوع ... يقف بوجهه الصارم .. شاهراً سلاحه العظيم .. لا يجرؤ أحد على الاقتراب .. ومن يقترب عليه أن يدفع ثمن خطئه فادحاً .. الصبر هو الجد الأكبر .. الحكيم .. المتمسك بقوته وشبابه.... أرنى أيها المقاتل الصبر كيف يكون..

الطاقة .. تأتى من الصبر كمصدر .. تأتى من القدرة على أن تكون فى عالم لا ترى منه إلا أنت .. تسرح فى عالم من القوة .. عالم من التركيز .. تصبح أكثر ثقة .. فى نفسك .. فى إمكانياتك .. فى قدراتك .. يصبح العالم عالمك .. تصبح صاحب السيطرة .. تصبح مالك أمرك وأمر عالمك..

ابتسم سخرية .. ولا تبتسم سعادة .. ابتسم راحة واسترخاء .. ولا تبتسم فرحاً .. ابتسم بكل قوتك .. فإذا نظرت إلى ابتسامتك وجد فيها كل التحدى .. كل القوة .. ابتسامة تدمر أقوام .. وتفتح بلدان .. وتسيطر على عوالم..

اتقن عملك .. فإذا كنت ترى المتعة فى الإنجاز .. فانظر إلى متعتك كيف تحقق الإنجاز .. كيف تخرج من كبواتك .. كالوحش العملاق .. كيف تكسر كل الحواجز والحدود .. إن صورة الإنجاز ستظل صورة مهما تجملت .. أما الطريق إلى الصورة .. فيحمل فى طياته كل السعادة والجمال ..

اتقن عملك مهما كان .. استمتع به مهما كان .. انظر إلى ما فيه من الجمال والروعة .. اتقن رسم الطريق .. حتى يسهل السير عليه..

كن صاحب قرار .. أنت صاحب القرار .. أزل من القلب كل الشكوك .. والمخاوف التى ستحيله إلى خراب .. أنت من تقرر ويختار .. اجعل سعادتك وقوتك فى الاختيار .. أنت من تصنع .. ولست من تُصنع..

حلق عالياً ولا تخف .. ضع النجوم أهداف بدلاً من ضرب الأمثلة بها .. والتملق فيها .. إذا أخذها الحالمون موضوعاً للكلام .. فخذها مناراً للطريق.

كن مكعب من البرود .. كن بحر من الهدوء .. داخله هدوء .. وخارجه تيار ملهم للإنجاز .. تيار لا يلين مع شكوى وألم وحسرات البشر..

إذا أردت أن تصنع طريقاً للنجاح .. فأحضر الأدوات وابدأ فيه .. وإن أردت أن يصنع الفشل آلامك .. فاصرخ أو اذهب إلى الجحيم .. فلن يأبه بك أحد .. ومن قال أن فى هذه الدنيا أحد .. لربما كانوا صورة الاختبار

احكى حكايتك فى تسلسل .. ابدأ من البداية .. أو احكى من النهاية .. فالطريق واحد .. احكى قصة مغامر إلى جزيرته ... ويالها من قصة!


سنة من حياتى -2

مرسلة بواسطة حسام حسان في 12:04 م 0 التعليقات

تعلمت فى هذه السنة أن الفشل مرّ، ولكن الفشل بعد النجاح أقسى وأمرّ.

تنظر إلى صورة نجاحك فى الماضى فترى شبح، يمتزج فيه الجمال بالكآبة، والصدق بالكذب، والحب بالكره والأنانية ، وتتمنى أن تعود لحظة منه فتحتضنها، ولكنك تفكر فى الأمر من جديد، وتعبر عن خوفك من أن تعود تلك اللحظات الكئيبة.

تعلمت أن الحياة أحياناً لا يبقى من ذكرياتها سوى دموع وحسرات، أما الضحكات فتذهب سدى مع الأيام.

تعلمت فى هذه السنة أن أخاف من لحظة نشوة، وأخاف أكثر إذا تبعتها نشوة وسعادة أكبر، فما تخبئه الأيام هو من شيم الحياة الدنيا.

تعلمت أن السعادة هى معادلة بسيطة، تتكون من راحة البال، والهدوء النفسى، والسلام الداخلى، الذى يطير بك إلى بحور الجمال والهدوء الخلاّب، ثم ينقلك فى لحظة إلى مغامرة فى غاية الروعة والجمال، ثم يضعك فى جو من المرح والبساطة، ويمضى بك لترسو عند بحار القوة والسيطرة.

تعلمت أننا ننتظر السعادة عقود من الزمن، نحصى الليالى ونعدها عداً ونتسائل أين السعادة، وعندما نستقبلها استقبال يليق بالفاتحين والعظماء، نجد وجه غريب، ليست هذه الفاتنة المنتظرة، إنه وجه يأنّ من ألم وبعد الطريق، تنظر إلينا باستغراب، لماذا كنّا ننتظرها، و ندمر ما بأيدينا من أجلها، إنها لم تكن السعادة، لقد كان الوهم، فى أقبح صوره.

تعلمت أن الحياة اختبار كبير، وفى هذا الاختبار عدة أسئلة، حذار أن تغفل تفاصيل الأسئلة، لأن ظاهر الأسئلة بسيط، وباطنها يحمل كل المعانى.

سألت نفسى لماذا خلق الله بشر أثرياء وفى صحة، وغيرهم فى فقر ومرض، سألت وأنا أريد أن أصل إلى إجابة تُذيب فيّا أى شهوة نحو التمرد، إن الله خلق البشر فى هذا الاختلاف لسبب، سبب يدعونا إلى التأمل .... والحذر.

تعلمت أنه لا يوجد عصا سحرية تحوّ ل النفوس الحقيرة إلى نفوس عظيمة، ولا الجبناء إلى رجال تنطق نفوسهم بالقوة والشجاعة، ولكنها رحلة طويلة جداً، يجب أن تعبر خلالها النفوس، لتذوق من آلام الفشل، ومعاناة السقوط، وتثق بالوصول، بشرط الصبر، والتركيز على خط النهاية، وليس تلك النجاحات المزيفة فى الطريق.

اعترفت بأن الحب الأول يدوم، ويصعب محوه، وأن القلب يظل متعلق بتلك التى سيطرت على مخيلته، ولكنى اعترفت أيضاً بأن ماسبق يخص الضعفاء، وأن قوة الشخص فى أن يعبر أحزانه، وألا يعيش فى مسلسل عقيم ليس له هدف غير مراجعة الذكريات.

تعلمت أن الحب ثمرة تبدأ صغيرة، وإذا أهتمننا بها، وأعطيناها حقها، تنمو و تصبح شجرة يغطى ظلها على الأوهام فى الحياة.

تعلمت فى هذه السنة معنى جديد للحب، وهو أن الحب لا يشترط لاكتماله الامتلاك، فربما يكون الحب هو الحافز والملهم للإنجازات العظيمة، ويذكرنى كل مرة بتلك النجمة العالية التى تجعلنى أحلم، ولكنى أعلم أنى لن أصل إليها مهما فعلت،... ولكن يكفى أنها تجعلنى أحلم.

عندما دققت فى حياتنا، وجدت بالفعل أننا أضعف كثيراً مما نتخيل، وأننا نمضى فى الأرض مختالين بأنفسنا وإمكانياتنا، و تضعنا فى حجمنا أقل عقبة ، ولن أنسى فى هذه السنة تلك الصورة عندما رأيت من بعيد شاب يمشى فى ثقة، وتعجب من أناقته و قوة خطوته، ثم يتعثر فى شئ ما فى الأرض، فيسقط .. ويتلفت حوله حتى يتأكد من أن أحداً لم يره فى هذا المنظر، يالا ضعفك أيها الإنسان وأنت تزعم القوة.

تعلمت أن الحياة مغامرة كبيرة، أو لا شئ على الإطلاق، ولكن لكى تستمتع بها ... عليك أن تجعلها رحلة، لها كامل الاستعدادات،... لأن الرحلة طويلة، إلى أتلانتس ... أو أبعد.


سنة من حياتى - 1

مرسلة بواسطة حسام حسان في 3:59 ص 0 التعليقات

سنة كاملة من عمر الإنسان شئ ممكن يمر عادى ، لكن اللى بتمر عليه سنة من حياته من غير ما يدقق فى تفاصيل السنة ، بيبقى فى الحقيقة خايف يواجه ، لإن سنة كاملة عدت من حياته وهو مش عارف إيه اللى حصل فعلاً ، ولا عارف هو كان عاوز إيه و اتحقق ولا لأ.

مفيش بنى آدم فى الكون إلا وبتمر عليه السنة 365 يوم ، وعلى الرغم من كده بنلاقى إنسان بينجز ويحقق أحلامه ، وإنسان فى نفس الوقت ونفس عدد الأيام بيفضل محلك سر.

ده دايماً بيخلينى اسأل نفسى سؤال ، ياترى قيمة حياة الإنسان بطولها وعدد الأيام فيها ، ولاّ بمعنى الأيام واللى حصل فيها؟؟

أنا مش بعتبر نفسى حققت كتير من اللى اتمنيته من سنة ، لكن يشفعلى أدام نفسى إنى اتعلمت كتير أوى فى السنة دى.

أول وأهم حاجة اتعلمتها فى السنة دى ، هى وإن كانت الشجاعة أم الصفات ، فالصبر هو الجد الأكبر لأى صفة وأى إنجاز وأى سعادة ، وإن الاستعجال هو الجريمة الكبرى اللى ممكن يرتكبها الإنسان فى حق نفسه.

الاستعجال هو التابوت اللى بنحنّط نفسنا و إمكانياتنا وإرادتنا فيه ، وهو أول خطوة صحيحة ناحية طريق الفشل الذريع ، وهو قاتل الإبداع ، وهو المجرم اللى بيحط السمّ فى العسل وبيمّوت الإنسان بدون ما يحس.

الصبر هو أساس الكرم ، والشجاعة ، والإتقان ، والفضيلة ، والسعادة ، والحب.

الصبر هو المفتاح اللى بيدينا القدرة إن احنا نشوف اللى الناس مش بتشوفه فى زحمة الحياة ، و هو اللى بيعرفنا جزء من الحكمة ورا الأشياء والأحداث.

اتعملت من السنة دى إن أكبر عائق ادام الإنسان عشان يحقق أحلامه هو الإنسان ، نفسه اللى عايشة معاه ، وواثق فيها ، وبيديها كل اللى هى عايزاه ، ومش عارف إن بيإيديها نجاحه أو فشله ، لإنه بمجرد ما بيسيطر عليها ، بيكون سيطر على العالم اللى حواليه.

لو الإنسان علّق فشله على سبب فى الدنيا غير نفسه ، يبقى مش عارف معنى القيمة الكبيرة اللى ربنا حطّها جواه ، القيمة دى هى نفسه ، واذا كان الإنسان قادر إنه يأدبها و يديلها مكانها الصحيح ، و يثق فيها ، ويعرف إنها رفيقته فى درب السعادة والنجاح ، يبقى مش لازم يدّى أهمية كبيرة لأى حاجة فى العالم ، لإن طريقه كده بقى ممهد وواضح.

اتعلمت إن مفيش نجاح بيجى بعصا سحرية ، ولا بيجى بقرارات ، وإن كانت القرارت هى بداية الطريق ، وعشان كده فى قصص عظماء التاريخ ، ملقناش حد قال أنا من يوم الجمعة أو السبت مثلاَ هغير حياتى وأبقى أكبر عالم فى مجال الفلك ، لكن اللى شفناه إنهم ، وإن أخدوا قرارات مهمة ومصيرية زى كده ، بيبقى القرار مجرد بداية لرحلة من الوقوع فى الأخطاء والصعوبات ، والفشل المتكرر ، ولحظات بيقول فيها الإنسان مفيش أمل ، لكن بيرجع تانى و ربنا ينوّر طريقه بحاجة ترجعله الأمل ، فيقوم يكمّل ويحاول ، وهيقع تانى وتالت ورابع ، لحد ما يحقق كل أحلامه.

لمّا كنت بسمع عن الشخصيات العظيمة فى التاريخ ، أو اللى حواليّا ، كنت بفتكر إنهم ناس أخدوا قرار فى حياتهم إنهم هيبقوا ناجحين ، ومن وقت القرار عاشوا حياة كلها نجاح وسعادة ، لكن لمّا كنت بدقق فى التفاصيل بلاقى إن الناس دى عانت كتير ، يمكن أكتر بكتير جداً من الناس اللى محققتش حاجة فى حياتها ، والمعاناة اللى قصدى عليها مش تعب وجهد ، لكن معاناة الوقوع والفشل ، اللى وصلهم لدرجة إنهم أحياناً كانوا بيفقدوا الأمل ، لكن بإيمانهم ومساعدة ربنا ليهم كانوا بيقفوا من جديد ، ويحققوا أحلامهم ، وده اللى شفتوا فى كل القصص بلا استثناء.

اتعلمت كمان إن مفيش نجاح كامل ، وإن محدش حقق النجاح ده على مر العصور ، يعنى الإنسان بعد سلسلة من الاخفاقات والفشل ، والنجاحات الصغيرة ، بيحقق نجاح كبير ، لكن مش بيكون كامل ، وده يمكن بيطابق سنة كونية فى الحياة ، وهى إن مفيش حاجة بتمّ فى الحياة الدنيا اللى احنا عايشنها الا بنقصان.

اتعلمت إن الإنسان بياخد فى حياته حقه كله ، لكن متوزع بشكل معين لحكمة ربنا اللى يعلمها ، وعشان ربنا يختبره بالتوزيعة دى ، فلو قلنا إن كل إنسان فى الدنيا بياخد حقه 100 فى المية ، فالمية دى تتقسم مثلاً لعشرين فى المية صحة ، وعشرين فى المية أصدقاء وأهل وأولاد ، وعشرين فى المية مال ، وعشرين فى المية جمال ، وعشرين فى المية سعادة وراحة بال.

مشكلة الإنسان إنه بيركز على صنف منهم وينسى إن في باقى الأصناف ، فتلاقى حد يركز على الفلوس وينسى إن فى التوزيعة صحة ، وتلاقى حد يركز على الأولاد ، وينسى إن فى صنف علم ، وهكذا لحد ما يجى إنسان يركز على كل حاجة وينسى أهم حاجة وهى السعادة وراحة البال والهدوء النفسى.

لو الإنسان فهم المعادلة دى صح ، هيفهم إنه أخد حقه فى الدنيا كامل ، ومقلش أى حاجة عن أن أى حد تانى ، لكن مشكلته إنه بيبص على جزء معين ويركز فيه ، وينسى إن فيه أجزاء أهم بكتير ، ومعتقدش إن إنسان بالشكل ده ممكن يقتنع بنصيبه إلا لمّا يروح يزور كل إنسان إنسان فى الدنيا ويسأله عن حقه ده ، ومتقسم إزاى ، وساعتها هيستغرب من إن إنسان عنده قصور و أموال متتعدش ، لكن أخد قسم صغير جداً من حقه سعادة وراحة بال ، و واحد تانى متجوز وعنده الأولاد ، وعنده المنصب المحترم جداً ، لكن بيعانى من مشاكل صحية ، وهكذا يفضل يلف على كل إنسان فى الحياة عشان يقتنع ويتأكد بنفسه إنه متظلمش ، وساعتها أعتقد إن حياته هتكون ضاعت وسط حيرة وشك ، لإنه بصّ للحياة بعنيه ، مش بعقله عشان يعرف الحكمة من الاختلاف فى توزيع الحق الكامل للإنسان.

اتعلمت من السنة دى إن المستحيل وهم فى عقول الضعفاء ، وإن أغلب أو أحياناً كل مخاوفنا هى وساوس شيطان ملهاش معنى ، وإن أقصر طريق عشان نتغلب على المستحيل إن احنا نواجهه ، هيبان فى الأول كأنه وحش عملاق ، لكن مع المقاومة هيستسلم ويبقى طفل وديع ، نوجهه زى ما احنا عايزين.

كتير أوى من الحاجات اللى بعملها فى حياتى كنت متخيل إن عمرها ما هتحصل ، ولا هتكون ، لكن مع المقاومة والتحدى ، بيبدأ المستحيل يتحول لصعب ، والصعب يتحول لسهل ، وفى النهاية بيتحقق.